07 - 28 - 2013 08:22 AM
بِسم الله الرَحَمَن الرَحِيم..
السلام عَلَيكم ورحمَة الله وبَرَكَاتهـ..
أقدم لكم مشاركتي في مسابقة [ منتديات شقاع ]
قصة شعبية سعودية ..~
أليكم بالقصة ..~
في مملكة يحكمها سلطان قد توفرت له أسباب السعادة من جميع الجهات , ولم يشغل باله إلا في
مسألة انه لا يستطيع الإنجاب لدرجة
ظن بها أنه عقيم , ومرت السنون ورزق خلالها بطفلة جميلة ففرح بها وتأمل .
كان يأمل أن تكون ذكراً ولكــن تجري الرياح بما لا تشتهيها السُفن , لم يهتم في هذا بتاتاً فقط أراد أن ينقشع عنه كابوس الـعقم
ويحركـ عاطفة الأبوة لديه .
اهتم السلطان بابنته كثيراً وأخذ في تدليلها وتعليمها والمحافظة على صحتها ومستقبلها , وكلما كبرت الفتاة كبر حب السلطان لابنته
والخوف عليه من شر كل مخلوق شرير غدار , وأصبح والدها من حبه لها وخوفه عليها أن يجعلها تنام في صندوق قوي , فلا ينام بعدها إلا
وتأكد من إغلاق الصندوق بالمفتاح ووضعه في جيبه .
ألفت الفتاة هذهـ الأمور يوماً بعد يوم , فلم تكن تعترض عليه أبداً
وفي سنة من السنوات عزم السلطان على الحج فأعد عدته وجهز ابنته معه وسارت القافلة في الصحراء متجهة إلى بيت الله الحرام .
وعندما حل الليل أعد السلطان لابنته خيمة خاصة وقد شدد الحراسة عليها ووضع ابنته في ذلكـ الصندوق الذي لطالما اعتادت عليه
ولا ضير لها فيه .
وفي غفلة منهم كان لص يراقب تلك الخيمة عن بعد فانتظر إلى حين يخلد السلطان إلى النوم ليتسلل إلى الخيمة الشديدة الحراسة
فلعله يجد فيها مجوهرات أو ذهب أو حتى مال وفير فقد تنبأ بذلكـ عندما رأى الاهتمام الخاص والشديد حول خيمة ابنة السلطان .
وجاء أخر الليل فتهاوى الحراس واحداً تلو الأخر بيد أنهم غطوا في نوم عميق متجاهلين أوامر سيدهم السلطان
فلما سنحت له الفرصة تسلل إلى الخيمة ولم يجد سوى الصندوق قرر بينه وبين نفسه أن يفتحه هنا فخشي أن يصدر من ذلكـ صوتاً
فيوقظ نائماً أو ينبه غافلاً , فقرر حمل الصندوق معه ليأخذه إلى الجبال أو أحدى المغارات
حاول فتحه بجدية كــان يأمل أن يكون بجعبة هذا الصندوق كنز ولكــن خاب ظنه حينما رأى فتاة جميلة في وسط الصندوق وهذا ما أدهشه فعلياً .
دب الخوف قلب ابنة السلطان والتي كانت ترتجف أوصالها بشدة فحاول اللص أن يهدئ من روعها قائلاً : أنه لا خوف عليك , فاهـ ...
فكر للحظات كيف ستهدأ وهي وحيدة وأمامها لص إعرابي
أدركـ أنه أوقع نفسه في ورطة معها , فأخذ يفكر ويخير نفسه بين قتلها ورميها طعاماً للوحوش في الصحراء أم يعيدها إلى
حيث أخذهــا .
فكراً ملياً لكن لم يمانع نفسه من رؤيتها والتحدث معها وقد كــان هذا ما نفاه الشرع والدين الحنيف , فتقدم بضع خطوات بطيئة
و لكــن ما قاطعه هو خروج أسد من أحدى المغارات
نظر إليه اللص فاستل سيفه ومشى نحوهـ مشية الواثق من انتصارهـ على هذا الليث المتوحش
كشر الأسد عن أنيابه فـزأر ليتجاوب الصدى من بين الجبال له
وثب الأسد فاستقبله اللص بطرف حسامه ليغرسه بمباشرة في جسد الأسد لتكون نتيجته المرضية في شق الليث لنصفين
وبعد انتهاءه من هذه المعركة مسح بقايا دماء الأسد من سيفه فأعادهـ إلى غمدهـ
ألتفت ليرى ابنة السلطان واقفة خائفة , ومذهولة أيضاً أراد التقدم نحوهـا فبعد هذه المعركة الخطيرة كــان بارد الأعصاب , ورابط الجأش
وكأن ما حدث لتوهـ لم يكن سوى أحدى عاداته اليومية , خطا خطواته الأولى بجمود ووقار ولكــن فاجأه خروج نمر ليقاطع تلكـ الخطوات نحوهــا
تنهد يائساً فلا مجال أمامه سوى قتل هــذا الحيوان الأخر ففعل به كما فعل بالأسد الذي كــان قبله ,ورجع أدراجه مجدداً نحو ابنة السلطان
شجاعاً هادئ الأعصاب طبيعي الأنفاس , ومجدداً قاطعه خروج حيوان أخر وقد كان ذئباً رمادي اللون مخيف المظهر
تساءل اللص في خلده أنه حينما يريد التقدم نحو ابنة السلطان يقاطعه أحدى الحيوانات الشرسة فأحتار بأمر هذه الفتاة !
وبالفعل نال من الذئب كما نال من الأسد والنمر اللذان سبقاهـ , وهذهـ المرة فكر أن هناكـ سراً ألهياً يحول بينه وبين الوصول إليها
بانت أثار الندم والتوبة على وجه اللص فقرر أن يعيدها إلى الصندوق ببرود دون أن ينبس ببنت شفة ,وشرع بإعادتها للمخيم ولم يتركـ أي أثر يدل
على أنه قد أقدم على سرقة هذا الصندوق .
وبعد عدة سنوات كبرت ابنة السلطان لتبلغ سن الزواج , وقد تقدم لخطبتها ابن عمها , فما كان بمقدورها سوى تركـ الحرية لوالدها و إطاعة أوامر
السلطان والذي قد هيأ لهما زفافاً في قصر يليق بمقام أفراد الأسرة الحاكمة .
رأت ابنة السلطان ابن عمها الذي يتمايل في مشيته وناعم الحركة وقد كان في قمة الأناقة والرقة و في أثناء حديثه معها قفزت قطة لتحطم أحدى
الأواني الفخارية ففزع وغزت ملامح الرعب وجهه , رغم أن الأمر كان طبيعي إلا أنه كــان في غاية الحساسية
تذكرت حينها اللص وكيف كان شجاعاً ولم يخف عندما خرج من معركة الأسد وغيرها , فلم تقاوم ضحكتها التي لاحظها ابن عمها وقد اعتبر هذا إهانة
وسخرية بحقه وذهب للقاء السلطان ليشكي له ما حدث .
في اليوم التالي طلب السلطان مقابلة ابنته الوحيدة والتي قد شعرت بأن في هذا الأمر مشكلة عويصة وأنها لن تمر بسلام .
ألقت التحية على والدها والذي قد رد عليهــا بجفاف لم تعهدهـ فشرع بالقول مباشرة : كيف لكـ أن تسخري من ابن عمكـ زوجكـ المستقبلي ؟! ألا تعلمين
أن الاستهزاء والسخرية بالناس شيء لا يليق ولا يشرف ؟
ردت ابنة السلطان ببساطة : يا والدي العزيز لقد فهمت الأمور على نحو خاطئ , سأقول لكـ القصة التي جعلها زوجي المستقبلي تكبر دون ما فائدة , فهل
ستصغي إلي ؟!
حينها قال السلطان متريثاً : تكلمي اشرحِ لي ما حدث ومن المعتدي ومن المعتدى عليه ؟
تنهدت قبل أن تشرح له ما حدث مع الأعرابي اللص , وبالفعل ,فقد أصغى إليها السلطان باهتمام وكله أذان صاغية وذهنه مشغول بسرد
حديثها وقصتها أثناء
سفرها معه إلى الحج
أتمت قصتها عندما قالت : فيا سيدي الوالد عندما رأيت ابن عمي ارتعب من صوت تكسر الإناء الفخاري واصفر وجهه فارتجفت أوصاله وصار في
موقف لا يحسد عليه وأثناء ذلكـ تذكرت الأعرابي عندما خرج من المعركة رابط الجأش هادئ الأعصاب وقارنت بين حالة الأول والأخير فلم أتمالكـ ن
فسـي من الضحكـ وهذهـ خلاصة ما جرى
تعجب السلطان من كلام ابنته أشد العجب وقد زال عنه الغضب فعزم على تزويجها لهذا الإعرابي الشجاع
و في اليوم الثاني ذهب السلطان إلى تلكـ المنطقة وقد نشر خبراً بأنه سيقيم حفلة ليرى من من المدعوين هو ذلكـ الإعرابي فجعل الطريق
نحو المآدب ينقسم لنصفين طريق ضيق وطريق واسع يجلس في بدايته أسداً رابضاً وبهذا كان الطريق الأول كان الأكثر التماساً , فجاء اللص
الإعرابي فاستمر بهذا الطريق الواسع
المستقيم ولم يتوقف بل واستمر حتى حاذى في سيرهـ الأسد ليضربه بخفة فوق لبدته فحركـ ذيله دليلاً على المسالمة والتودد
وبعد ذلكـ عرفه السلطان وأمر بجعله أميراً على تلكـ المنطقة ليتزوج ابنة السلطان بعدها .
........تمت.......
وأخيراً أتمنى انكم استحسنتم هذهـ القصة اعجابكم
بما انها اول خلفية للموضوع في اضعتها في هذ المنتدى فـ ارجو ان يجبكم تصميمي ^^"
في أمــان الله
|
|
[ عضو نشيط ]
|
