أنت تشاهد الأرشيف - للإنتقال للموقع الجديد اضغط هنا

الأقسام العامة القسم العام
آثــار أفلام الكرتون على أطفالنا


08 - 23 - 2012 01:03 PM
آثار أفلام الكرتون على أطفالنا

الدكتور عماد الدين الرشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسوم المتحركة:
هي أفلام تعتمد على الصورة المرسومة، سواءً كان الرسم يدوياً – كما كان من قبل- أو بالحاسوب. وتتحول من الصورة الجامدة إلى المتحركة عبر آلية خاصة تسمح بأن يمر أمام العين في الثانية الواحدة من(16)إلى(24)صورة، فساعتئذٍ تبدو الرسوم متحركة، فنرى أن اليد ارتفعت مثلاً، أو سار الشخص..

هذه الرسوم الكرتونية مَكَّنَتهم من تجاوز آفاق كثيرة لا يَسمح بها الواقع، فالشخص لا يستطيع أن يطير، ولا تستطيع التفاحة أن تتكلم، لكن في أفلام الكرتون تستطيع التفاحة والموزة أن تتكلما..
فكان الكرتون فضاء واسعاً للانتقال بخيال الطفل، وإخصابه، كما كان مجالاً واسعاً جداً لتجسيد القضايا النظرية للطفل؛ لأن تفكير الطفل ماديٌّ.
فمثلاً إذا حدَّثتَ طفلاً صغيراً عن الله، وعن صفاته وقدرته.. ترى هذا الطفل يسألك: هل الله مِثلُك له لحية.؟!!
تعالى الله i عن ذلك علواً كبيراً..
فلضعف التفكير التجريدي لدى الطفل يبدأ يُجَسِّد حتى الله u ويمكن القول بأن الفكر المادي فِكرٌ بدائيٌ أوليٌ من أوليات الثقافة البشرية..!

فالكرتون هو البَريد الذي يستطيع أن يُقرِّبَ للطفل هذه الأشياء البعيدة، فالمعاني المجردة التي لا يمكن أن يتصورها الطفل يمكن أن نصورها له عبْر الكرتون، فرسوم الكرتون قد أعطتنا فسحة أكثر سعةمن التصوير السينمائي وما جاء بعده من أجيال آلات التصوير.

تعود صناعة أفلام الكرتون إلى العقد الثالث من القرن العشرين تقريباً، عندما بدأت شركات قديمة ترسم بطريقة أولية ومجهدة، وأخذت تنشر وتروّج شخصيات معينة عبْر أحداث درامية، كشخصية (باباي) التي يزيد عمرها على سبعين سنة، وشخصية (توم وجيري)التي ولدت عام1946وعمرها الآن أكثر من ستين سنة..ولم يكن الكرتون للصغار فقط، بل كان للصغار والكبار معاً، ومازال كذلك إلى الآن في كثير من الدول.

أما في ثقافتنا فأفلام الكرتون للأطفال وليست للكبار..!

على كل حال نحن نقرأ في هذه العجالة أثر أفلام الكرتون في الصغار.

أثر أفلام الكرتون في أطفالنا
ليس من الإنصاف أن نعطيَ حكماً واحداً لأفلام الكرتون بأنها سيئة أو جيدة، لأنها تتراوح بين الحسن والسوء..
لذا سنحرص على أن نبين ما لأفلام الكرتون من سلبيات وإيجابيات، وسنبدأ بالآثار السلبية..

الآثار السلبية لأفلام الكرتون:
تعددت سلبيات أفلام الكرتون وكانت كثيرة جداً، ويمكن أن نجمعها في الجوانب الآتية:
1.ما كان متجهاً إلى الأخلاق مباشرة.
2.ما كان متجهاً إلى الهوية.
3.ما كان متجهاً إلى العقيدة.
4.ما كان متجهاً نحو الفطرة.
لقد أَثَّرت أفلام الكرتون سلبياً في الأخلاق، وأثرت في الهوية، ومثل ذلك في العقيدة والفطرة.

سبب الخلل في أفلام الكرتون:
قبل أن أتناول هذه الأمور الأربعة: الأخلاق والهوية والعقيدة والفطرة.. أود أن أبيِّن شيئاً في غاية الأهمية، وهو:

لماذا جاء هذا الخلل في أفلام الكرتون..؟

لقد جاء الخلل من أمرين:
الأول:
إن هذه الأفلام قد صُنِعت لغيْر بلادنا، وفي غير بيئتنا، ولثقافةٍ غير ثقافتنا، وفي مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا. صنعها اليابانيون، صنعها الأمريكان، صنعها الأوروبيون. وأكبَر مراسم الكرتون كانت في اليابان، ومِن قبلها كانت في شركات (تيرنر، وورنر، وحنا بربارة) في أمريكا، وشركة (والت ديزني) في الفترة الأخيرة.
هذه الشركات كلها غير عربية، وأفلام الكرتون تُحاكي ثقافة أصحابها، فهي لحاجات الإنسان الغربي، لحاجات الطفل الغربي، لحاجات البيئة الغربية، لحاجات الثقافة الغربية..
ولا يخفى أن بيننا وبينهم خلافاً ثقافياً، ولاسيما في كون الوحي أحد مصادر المعرفة في ثقافتنا الإسلامية، بينما لا نجد للغيب مكانة في بنائهم المعرفي، وأعني بالغيب غيب الأديان، وغيب الوحي، وقد اكتفوا بالتجربة والحس مصدراً وحيداً للمعرفة. فابتكروا العَلمنة في بلادهم وأعلنوها مرجعية ثقافية لأجيالهم.
ولاشك في أن العلمانية قد قدمت لهم أشياء كثيرة، ولكنها لم تقدم لنا ما قدمته لهم؛ لأنهم كانوا بسبب استبداد مفاهيم الغيب غير الصحيح في حاجة إلى الاعتماد علىمنهج حسي، إضافة إلى تصحيح مفاهيمهم الغيبية، ومن أجل هذا قدمت لهم العلمانية شيئاً جديداً، لا لأنها المنهج الأمثل، بل لكونها تخلصهم من استبداد فكر غيبي مغلوط.
وأما مجتمعاتنا الإسلامية فعلى الرغم من تخلف معظمها لم تكن تعاني من إنكار لمنهج الحس والتجربة، وإن لم تكن بارعة فيه، ولم تكن تعاني من تسلط مفاهيم الغيب الخرافي، بل كانت تصدر في معظم أحكامها الغيبية عن غيب الوحي؛ لذا لم تظهر عليها الحاجة إلى العَلمانية، مع أن بنياننا الثقافي قد تغرَّب بسبب بعد أكثر المجتمعات الإسلامية عن المفاهيم المعرفية الإسلامية، الأمر الذي يستدعي حصول تصحيح فكري في عقل الأمة وبنائها المعرفي، ولا شك في أن العَلمانية ليست هي الحل، ولا الحاجة أو الضرورة المعرفية.
لقد انعكست هذه القضية على جوانب حياتنا بالجملة، ومنها الآثار السلبية لأفلام الكرتون، فهذه الأفلام قد صُنعت لهم لا لأولادنا..

الثاني:
إن الكثير من المؤسسات التي اهتمت بدوبلاج الكرتون، وتعريبه، لم تُعرِّبِ الأخلاق.. إذ يأتي الفيلم كما هو في بيئته، وتقوم (الاستوديوهات) في المنطقة العربية بعملية الدبلجة؛ أي: إضافة صوت عربي بدل الصوت الغربي، وتكون مهمتهم أنهم عربوا الصوت ولم يعربواالأخلاق ولا الفكرة.. فلا تزال تغزونا هذه الأفكار..
فالخلل جاء من ناحيتين: المنشأ بداية، ثم من عملية الدبلجة والتعريب التي كانت قاصرة.. كانت غير دقيقة.. كانت مشوهة في الغالب..لذلك نجد ما نجده من التناقضات عامة.


رمزية alsubaie
[ عضو فعال ]
حكم الرسم قصـة الأبرص والأقرع والأعمى 26 سؤالاً مهماً للمقبلين على الزواج

انمي اون لاين مانجا اون لاين ناروتو شيبودن ون بيس القناص المحقق كونان انميات 2015 انمي مترجم انميات كاملة العاب برامج
جميع الحقوق محفوظة موقع شقاع 2015