أنت تشاهد الأرشيف - للإنتقال للموقع الجديد اضغط هنا

الأقسام العامة القسم العام
بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....


02 - 24 - 2014 12:35 AM

الحمد الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلكثر وقوع الناس في شباك الحب المحرم والعشق المدمر وعدم تفريقهم بين المحرم والمحتم
قررت ان اجري بحثا عن الحب وانواعه واضرار العشق وأسبابه،
لكي يفرق النا
س بين الحلال والحرام ولكي يستفيق الغافل الواقع في العشق الجالب للدمار

كما اني وضعت للواقعين في شباك هذا الحب المدمر (العشق) علاجا لمشكلتهم وطريق للخروج من محنتهم
لعل الله ان يهدي ببحث هذا الضالين وينير درب السالكين




اليكم محتويات الموضوع وفهرسته


فهرسة المواضيع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ

أنواع المحبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
الْمَحَبَّةُ الْمَحْمُودَةُ وَالْمَحَبَّةُ الْمَذْمُومَةُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
علامة العشق الشركي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أضرارالعشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أسباب العشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
الرد على شبهات وحجج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
علاج العشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
منافع غض البصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
كلام ابن تيمية في علاجه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ


وأسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا الصالحة وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا
وأن يهدينا الى الصراط المستقين وأن ينجينا من العذاب الأليم


رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:36 AM



أنواع المحبة



هناك أنواع للحب ينبغي التفريق بينها لأن الكثير أدخل الحلال في الحرام واشتبهت عليه الأمور ووقع في المحظور
لأنه لم يعرف الفرق بين هذا وذاك مما سلك طريق الهلاك
ولمعرفة هذه الأنواع يقول ابن القيم رحمه الله:

وَهَاهُنَا أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ مِنَ الْمَحَبَّةِ يَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهَا، وَإِنَّمَا ضَلَّ مَنْ ضَلَّ بِعَدَمِ التَّمْيِيزِ بَيْنَهَا.

أَحَدُهَا: مَحَبَّةُ اللَّهِ:

وَلَا تَكْفِي وَحْدَهَا فِي النَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَالْفَوْزِ بِثَوَابِهِ، فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَعُبَّادَ الصَّلِيبِ وَالْيَهُودَ وَغَيْرَهُمْ يُحِبُّونَ اللَّهَ.

الثَّانِي: مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ اللَّهُ:

وَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تُدْخِلُهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَتُخْرِجُهُ مِنَ الْكُفْرِ،وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَقْوَمُهُمْ بِهَذِهِ الْمَحَبَّةِ وَأَشَدُّهُمْفِيهَا.

الثَّالِثُ: الْحُبُّ لِلَّهِ وَفِيهِ:

وَهِيَ مِنْ لَوَازِمِ مَحَبَّةِ مَا يُحِبُّ، وَلَا تَسْتَقِيمُ مَحَبَّةُ مَا يُحِبُّ إِلَّا فِيهِ وَلَهُ.



الرَّابِعُ: الْمَحَبَّةُ مَعَ اللَّهِ:

وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الشِّرِكِيَّةُ، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا مَعَ اللَّهِ لَا لِلَّهِ، وَلَا مِنْ أَجْلِهِ، وَلَا فِيهِ، فَقَدِ اتَّخَذَهُ نِدًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَهَذِهِ مَحَبَّةُ الْمُشْرِكِينَ.

وَبَقِيَ قِسْمٌ خَامِسٌ لَيْسَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ : وَهِيَ الْمَحَبَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ ،

وَهِيَ مَيْلُ الْإِنْسَانِ إِلَى مَا يُلَائِمُ طَبْعَهُ ، كَمَحَبَّةِ الْعَطْشَانِ لِلْمَاءِ ، وَالْجَائِعِ لِلطَّعَامِ ، وَمَحَبَّةِ النَّوْمِ وَالزَّوْجَةِ وَالْوَلَدِ ،
فَتِلْكَ لَا تُذَمُّ إِلَّا إِذَا أَلْهَتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَشَغَلَتْ عَنْ مَحَبَّتِهِ ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [ سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ : 9 ] .
وَقَالَ تَعَالَى رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [ سُورَةُ النُّورِ : 37 ] .


رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:37 AM

المحبة المحمودة والمحبة المذمومة



أَعْظَمُ أَنْوَاعِهَا الْمَحْمُودَةِ :


أَعْظَمُ أَنْوَاعِهَا الْمَحْمُودَةِ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ هِيَ أَصْلُ السَّعَادَةِ وَرَأْسُهَا الَّتِي لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنَ الْعَذَابِ إِلَّا بِهَا ، فَأَهْلُ الْمَحَبَّةِ الَّذِينَ أَحَبُّوا اللَّهَ وَعَبَدُوهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَا يَدْخُلُونَ النَّارَ ، وَمَنْ دَخَلَهَا مِنْهُمْ بِذُنُوبِهِ فَإِنَّهُ لَا يَبْقَى فِيهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ .
وَأَصْلُ دَعْوَةِ جَمِيعِ الرُّسُلِ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، إِنَّمَا هِيَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،الْمُتَضَمِّنَةُ لِكَمَالِ حُبِّهِ، وَكَمَالِ الْخُضُوعِ وَالذُّلِّ لَهُ، وَالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ، وَلَوَازِمِ ذَلِكَ مِنَ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ."
فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَ مَحَبَّةِ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوبِ تَقْدِيمِهَا عَلَى مَحَبَّةِ نَفْسِ الْإِنْسَانِ وَوَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، فَمَا الظَّنُّ بِمَحَبَّةِ مُرْسِلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَوُجُوبِ تَقْدِيمِهَا عَلَى مَحَبَّةِ مَا سِوَاهُ ؟ .

وَالْمَحَبَّةُ الْمَحْمُودَةُ : هِيَ الْمَحَبَّةُ النَّافِعَةُ الَّتِي تَجْلِبُ لِصَاحِبِهَا مَا يَنْفَعُهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ هِيَ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ

وهِيَ عُنْوَانُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ وَتَوَابِعُهَا كُلُّهَا نَافِعَةٌ لَهُ، فَتَوَابِعُ كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَحَبَّةِ لَهُ حُكْمُ مَتْبُوعِهِ فَحُكْمُهَا حُكْمُ مَتْبُوعِهَا، فَإِنْ بَكَى نَفَعَهُ، وَإِنْ حَزِنَ نَفَعَهُ، وَإِنْ فَرِحَ نَفَعَهُ، وَإِنِ انْقَبَضَ نَفَعَهُ، وَإِنِ انْبَسَطَ نَفَعَهُ، فَهُوَ يَتَقَلَّبُ فِي مَنَازِلِ الْمَحَبَّةِ وَأَحْكَامِهَا فِي مَزِيدٍ وَرِبْحٍ وَقُوَّةٍ.

فَكُلُّ مَا تَوَلَّدَ مِنَ الطَّاعَةِ فَهُوَ زِيَادَةٌ لِصَاحِبِهَا وَقُرْبَةٌ

أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الْمَحَبَّةِ الْمَذْمُومَةِ:


أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الْمَحَبَّةِ الْمَذْمُومَةِ الْمَحَبَّةُ مَعَ اللَّهِ الَّتِي يُسَوِّي الْمُحِبُّ فِيهَا بَيْنَ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَمَحَبَّتِهِ لِلنِّدِّ الَّذِي اتَّخَذَهُ مِنْ دُونِهِ.
وَالْمَحَبَّةُ الْمَذْمُومَةُ الشِّرْكِيَّةُ هِيَ أَصْلُ الشَّقَاوَةِ وَرَأْسُهَا الَّتِي لَا يَبْقَى فِي الْعَذَابِ إِلَّا أَهْلُهَا،

وهِيَ الَّتِي تَجْلِبُ لِصَاحِبِهَا مَا يَضُرُّهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَهِيَ عُنْوَانُ الشَّقَاوَةِ.

وَالْمَحَبَّةُ الضَّارَّةُ الْمَذْمُومَةُ، تَوَابِعُهَا وَآثَارُهَا كُلُّهَا ضَارَّةٌ لِصَاحِبِهَا،مُبْعِدَةٌ لَهُ مِنْ رَبِّهِ،كَيْفَمَا تَقَلَّبَ فِي آثَارِهَا وَنَزَلَ فِي مَنَازِلِهَا فِي خَسَارَةٍ وَبُعْدٍ.
وَكُلُّ مَا تَوَلَّدَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَهُوَ خُسْرَانٌ لِصَاحِبِهِ وَبُعْدٌ


رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:38 AM

العشـــــــــــــق


فإن العشق مسلكٌ خَطِر، وموْطِئٌ زَلِقٌ، وبَحْرٌ لُجِّيٌّ.
وعالم العشاق مليء بالآلام والآمال، محفوف بالمخاطر والأهوال.

وأهل العشق يعانون من ويلاته، ويلاقون العناء من مراراته
ذ
لك أن العشق داءٌ دويٌّ، تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح
فمن ركب بحره، وتلاعبت به أمواجه كان إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة.
وأهله من أشقى الناس، وأذلِّهم، وأشغلهم، وأبعدهم عن ربهم.


قال ابن تيمية رحمه الله=
وهؤلاء عشاق الصور من أعظم الناس عذاباً، وأقلهم ثواباً
فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقاً بها مستعبداً لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد،
ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى; فدوام تعلق القلب بها أشد ضرراً عليه ممن يفعل ذنباً ثم يتوب، ويزول أثره من قلبه
.اهـ


علامة العشق الشركي


*
وهو أقسام; تارة يكون كفراً، كمن اتخذ معشوقه ندَّاً يحبه كما يحب الله; فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه? فهذا عشق لا يغفر لصاحبه; فإنه من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك.
وعلامة
العشق الشركي الكفري أن يقدم رضا معشوقه على رضا ربه، وإذا تعارض عنده حقُّ معشوقه، وحظُّه، وحقُّ ربه وطاعته قدمحقَّ معشوقه على حقِّ ربه، وآثر رضاه على رضاه، وبذل لمعشوقه أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه إنبذل أردأما عنده، واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه، وجعللربه إنأطاعه الفضلة التي تفْضُل عن معشوقه من ساعاته;
فتأمل
حال أكثر عشاق الصور تجدها مطابقة لذلك، ثم ضع حالهم في كفة، وتوحيدهم وإيمانهم في كفة، ثم زن وزناً يرضي الله ورسوله ويطابق العدل.



رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:38 AM

أضرار العشق



عِشْق الصُّوَرِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْمَفَاسِدِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، وَإِنْ كَانَتْ أَضْعَافَ مَا ذَكَرَهُ ذَاكِرٌ، فَإِنَّهُ يُفْسِدُ الْقَلْبَ بِالذَّاتِ، وَإِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ؛ فَسَدَتِ الْإِرَادَاتُ وَالْأَقْوَالُ وَالْأَعْمَالُ، وَفَسَدَ ثَغْرُ التَّوْحِيدِ.
ومن المعلوم أنه ليس في
العشق المحرم مصلحة دينية ولا دنيوية، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعافما يقدر فيه من المصلحة وذلك من وجوه:

أحدها:


الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرب تعالى، وذِكرِه فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما الآخر، ويكون السلطان والغلبة له.

الثاني:

عذاب قلبه به، فإن من أحب شيئاً غير الله عُذب به ولابد،كما قيل:
فما في الأرض اشق من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حين ... مخافة فرقة أو الاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ... ويبكي إن دنوا حذر الفراق
فتسخن عينه عند الفراق ... وتسخن عينه عند التلاقي

و
العشق، وان أستعذبه صاحبه، فهو من أعظم عذاب القلب.

الثالث:


أن قلبه أسير في قبضة غيره يسومه الهوان، لكن لسكرته لا يشعر بمصابه، فقلبه كعصفورة في كف طفل يسومها حياض الردي، والطفل يلهو ويلعب
كما قال بعض هؤلاء:ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا ... ... ... وأنت خلي البال تلهو وتلعب
فعيش العاشق عيش الأسير الموثق، وعيش الخلي عيش المسيب المطلق.

الرابع
:

أنه
يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه، فليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصُّوَرِ،
أَمَّا
مَصَالِحُ الدِّينِ فَإِنَّهَا مَنُوطَةٌ بِلَمِّ شَعَثِ الْقَلْبِ وَإِقْبَالِهِ عَلَى اللَّهِ،وَعِشْقُ الصُّوَرِ أَعْظَمُ شَيْءٍ تَشْعِيثًا وَتَشْتِيتًا لَهُ.
وَأَمَّا
مَصَالِحُ الدُّنْيَا فَهِيَ تَابِعَةٌ فِي الْحَقِيقَةِ لِمَصَالِحِ الدِّينِ، فَمَنِ انْفَرَطَتْ عَلَيْهِ مَصَالِحُ دِينِهِ وَضَاعَتْ عَلَيْهِ، فَمَصَالِحُ دُنْيَاهُ أَضْيَعُ وَأَضْيَعُ..

الخامس:


أن آفات الدنيا والآخرة أسرع إلى العشاق من النار في يابس الحطب:
و
سببذلك: أن القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به بَعُدَ من الله.
فأبعد القلوب من الله
قلوب العشاق، وإذا بَعُدَ القلب من الله طرقته الآفات، وتولاه الشيطان من كل ناحية واستولى عليه، لم يدع أذىيمكنه إيصاله إليه إلا أوصله.
فما الظن
بقلب تمكن منه عدوه وأحرص الخلق على غيه وفساده، وبعد منه وليه، ومن لا سعادة ولا فلاح ولا سرور إلا بقربه وولايته ؟

السادس:


أنه إذا تمكن من القلب واستحكم وقوي سلطانه، أفسد الذهن وأحدث الوسواس، وربما ألحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم فلا ينتفعون بها.
وأخبار العشاق في ذلك موجودة في مواضعها، بل بعضها مشاهد بالعيان،وا
شرف ما في الإنسان عقله، وبه يتميز عن سائر الحيوانات، فإذا عدم عقله التحق بالحيوان البهيم، بل ربما كان حال الحيوان أصلح من حاله وَهَلْ أَذْهَبَ عَقْلَ مَجْنُونِ لَيْلَى وَأَضْرَابِهِ إِلَّا ذَلِكَ؟ وَرُبَّمَا زَادَ جُنُونُهُ عَلَى جُنُونِ غَيْرِهِ كَمَا قِيلَ:
قَالُوا جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْتُ لَهُمْ *** الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ
الْعِشْقُ لَا يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ *** وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ.

السابع:

أنه ربما أفسد الحواس أو بعضها، إما إفساداً معنوياً أو صورياً.
أما
الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب، فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان، فيرى القبيح حسناً منه ومن معشوقهكَمَا فِي الْمُسْنَدِ مَرْفُوعًا : حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ
فَهُوَ يُعْمِي
عَيْنَ الْقَلْبِ عَنْ رُؤْيَةِ مَسَاوِئِ الْمَحْبُوبِ وَعُيُوبِهِ ، فَلَا تَرَى الْعَيْنُ ذَلِكَ ، وَيُصِمُّ أُذُنَهُ عَنِ الْإِصْغَاءِ إِلَى الْعَدْلِ فِيهِ ، فَلَا تَسْمَعُ الْأُذُنُ ذَلِكَ ، وَالرَّغَبَاتُ تَسْتُرُ الْعُيُوبَ ، فَالرَّاغِبُ فِي الشَّيْءِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ ، حَتَّى إِذْ زَالَتْ رَغْبَتُهُ فِيهِ أَبْصَرَ عُيُوبَهُ ، فَشِدَّةُ الرَّغْبَةِ غِشَاوَةٌ عَلَى الْعَيْنِ ، تَمْنَعُ مِنْ رُؤْيَةِ الشَّيْءِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ ، كَمَا قِيلَ :
هَوَيْتُكَ إِذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ *** فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفَسِي أَلُومُهَا
وَالدَّاخِلُ فِي الشَّيْءِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ، وَالْخَارِجُ مِنْهُ الَّذِي لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ ،وَلَا يَرَى عُيُوبَهُ إِلَّا مَنْ دَخَلَ فِيهِ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ ، وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الْكُفْرِ خَيْرًا مِنَ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ .
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
إِنَّمَا تَنْتَقِضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً ، إِذَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْجَاهِلِيَّةَ
وَأَمَّا فَسَادُ الْحَوَاسِّ ظَاهِرًا
، فَإِنَّهُ يُمْرِضُ الْبَدَنَ وَيُنْهِكُهُ ، وَرُبَّمَا أَدَّى إِلَى تَلَفِهِ ، كَمَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي أَخْبَارِ مَنْقَتَلَهُمُ الْعِشْقُ
وَقَدْ رُفِعَ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ بِعَرَفَةَ شَابٌّ قَدِ انْتَحَلَ حَتَّى عَادَ جِلْدًا عَلَى عَظْمٍ،فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا؟قَالُوا : بِهِ الْعِشْقُ ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعِشْقِ عَامَّةَ يَوْمِهِ .

الثَّامِنُ :


أَنَّ الْعِشْقَ كَمَا تَقَدَّمَ هُوَ الْإِفْرَاطُ فِي الْمَحَبَّةِ ، بِحَيْثُ يَسْتَوْلِي الْمَعْشُوقُ عَلَى قَلْبِ الْعَاشِقِ ، حَتَّى لَا يَخْلُوَ مِنْ تَخَيُّلِهِ وَذِكْرِهِ وَالْفِكْرِ فِيهِ ، بِحَيْثُ لَا يَغِيبُ عَنْ خَاطِرِهِ وَذِهْنِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَشْتَغِلُ النَّفْسُ عَنِ اسْتِخْدَامِ الْقُوَّةِ الْحَيَوَانِيَّةِ وَالنَّفْسَانِيَّةِ فَتَتَعَطَّلُ تِلْكَ الْقُوَّةُ ، فَيَحْدُثُ بِتَعْطِيلِهَا مِنَ الْآفَاتِ عَلَى الْبَدَنِ وَالرُّوحِ مَا يَعِزُّ دَوَاؤُهُ وَيَتَعَذَّرُ ، فَتَتَغَيَّرُ أَفْعَالُهُ وَصِفَاتُهُ وَمَقَاصِدُهُ ، وَيَخْتَلُّ جَمِيعُ ذَلِكَ ، فَتَعْجِزُ الْبَشَرُ عَنْ صَلَاحِهِ ، كَمَا قِيلَ :
الْحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُونُ لَجَاجَةٌ *** يَأْتِي بِهَا وَتَسُوقُهُ الْأَقْدَارُ
حَتَّى إِذَا خَاضَ الْفَتَى لُجَجَ الْهَوَى *** جَاءَتْ أُمُورٌ لَا تُطَاقُ كِبَارُ
وَالْعِشْقُ مَبَادِيهِ سَهْلَةٌ حُلْوَةٌ ، وَأَوْسَطُهُ هَمٌّ وَشُغْلُ قَلْبٍ وَسَقَمٌ ، وَآخِرُهُ عَطَبٌ وَقَتْلٌ ، إِنْ لَمْ تَتَدَارَكْهُ عِنَايَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ،
كَمَا قِيلَ :وَعِشْ خَالِيًا فَالْحُبُّ أَوَّلُهُ عَنَا *** وَأَوْسَطُهُ سَقَمٌ وَآخِرُهُ قَتْلُ

وَالذَّنْبُ لَهُ ،
فَهُوَ الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَدْ قَعَدَ تَحْتَ الْمَثَلِ السَّائِرِ : " يَدَاكَ أَوْكَتَا ، وَفُوكَ نَفَخَ " .اهـ

هذه بعض جنايات العشق على أصحابه لو كانوا يعقلون، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون.

يقول ابن حزم رحمه الله: وكم مصون الستر، مسبل القناع، مسدول الغطاء، قد كشف الحبُّ ستره، وأباح حريمه، وأهمل حماه، فصار بعد الصيانة عَلَماً، وبعد السكون مثلاً

رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:39 AM

أسباب العشق



وبعد أن تبين خطر العشق، وعظيم جنايته، وكثرة
الأضرار الناجمة عنه، والمظالم الحاصلة من جرائه،
وقبل الدخول في الحديث عن وجوب التوبة منه، وذكر الأسباب المعينة على ذلك لابد من الوقوف على
الأسباب الحاملة على العشق، والمحركة له;
ذلك أن العشق
ينشأ، ويثور إذا وجدت محركاته ومهيجاته;
فهناك أسباب تثير العشق، وتبعثه، بل وتسوق إليه سوقاً، وتجرّ إليه جراً.
وفيما يلي ذكر لبعض تلك
الأسباب:

1_الإعراض عن الله -عز وجل _:

ذلك أن في الله عوضاً عن كل شيء، وأن من عرف الله_عز وجل_جمع قلبه عليه، ولم يلتفت إلى محبوب سواه.

2_الجهل بأضرار العشق:

وقد مرَّ شيء من أضراره، ; فمن لم يعرفها أوشك أن يقع في ذلك الداء.

3_الفراغ:

فهو من أعظم الأسباب الحاملة على العشق.
قال ابن عقيل رحمه الله
: وما كان العشق إلا لأرعنَ بطال، وقلَّأن يكون في مشغول ولو بصناعة، أو تجارة; فكيف بعلوم شرعية، أو حكمية?
وقال
ابن عبد البر رحمه الله: سئل بعض الحكماء عن العشق فقال: شُغل قلب فارغ
قال
ابن القيمرحمه الله:وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله_تعالى_المعرضة عنه، والمتعوضة بغيره عنه; فإذا امتلأ القلب من محبة الله، والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور

4_وسائل الإعلام:

سواء كانت مسموعة، أو مرئية، أو مقروءة; فوسائل الإعلام لها قدرة كبيرة على الإقناع، وصياغة الأفكار، ولها تأثير بالغ في قيادة الناس إلى الهاوية إذا هي انحرفت; فالصحافة تسهم في إذكاء نار العشق من خلال ما تعرضه من الصور الفاتنة، ومن خلال احتفائها بأهل العشق، وتتبع أخبارهم وشذوذاتهم.
قل مثل ذلك
في الكتب أو المقالات التي تنشر ذكريات أصحابها، وسيرهم الذاتية; حيث يذكر بعضهم بكل وقاحة مغامراته العاطفية، فإذا كان ممن يشار إليهم بالبنان كان له تأثير لدى بعض الجهلة ممن يحاولون محاكاته، والسير على منواله.

5_التقليد الأعمى:

فمن الناس من يقرأ قصص أهل العشق وأخبارهم، أو يستمع إلى الأغاني المشتملة على ذكر العشق والهيام، والصبابة، أو يقرأ القصائد التي تنسج على منوال أهل العشق. فترى هذا الغِرَّ يتأثر بما يسمع، وما يرى حوله، فيبدأ بمحاكاة أهل العشق، فيزعم أنه قد وقع بما وقعوا فيه، وأن العشق قد أمَضَّه وأضناه، وربما عبر عن ذلك شعراًوما هي إلا مدة حتى يتمادى به الأمر، فيقع في العشق، فيعزّ خلاصه، ويصعب استنقاذه

6_الانحراف في مفهوم الحب والعشق:


فمن أعظم أسباب العشق الانحراف في مفهومه; حيث يُظن أنْ لا عشق ولا حب إلا ذاك الذي يعمي صاحبه، ويجعله سادرًا في غيّه، لا يكاد يفيق من سكره. ولكنَّ حصرَ الحبِّ والعشق في زاوية حُبِّ الصور المحرمة جهل وانحراف; ذلك أن مفهوم الحب أوسع، ودائرته أعمّ، وصوره أشمل. فلقد غاب عن هؤلاء أن هذا العشق نقطة في بحر الحب، وغاب عنهم حب الوالدين، وحب الأولاد، وحب المساكين، وحب الزوجة، وحب الفضائل، والمكارم، وحب المعالي والمروءات، وحب الطهر، والعفة، والشجاعة، وحب الصداقة، وحب الطبيعة، وغاب عنهم حب اللذات العقلية وهي أرقى وأسمى وألذ من اللذات الجسدية، وألذها لذة العلم، وما يتفرع عنه.
بل لقد غاب عنهم
أعظم الحب، وأشرفه، وأنفعه، وأجمله، وأجله، وأكمله، وأبهاه، وهو حب الله_عز وجل_فهو أصل المحابِّ المحمودة، بل كل محبة محمودة إنما هي متفرعة عن ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله:
فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع: محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله_تعالى_واجتناب معصيته.
والمحبة الضارة ثلاثة أنواع
: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله، ومحبة ما تقطع محبته عن الله_تعالى_أو تنقصها;
فهذه ستة أنواع عليها مدار محاب الخلق.
فمحبة الله _عز وجل_ أصل المحاب، وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها.
والمحبة مع الله أصل
الشرك، والمحابِّ المذمومة، والنوعان الآخران تبع لها

8_التهتك والتبرج والسفور:

فذلك من أعظم محركات العشق; فهو سبب للنظرات الغادرة، التي تعمل عملها في القلب.

9_إطلاق البصر:


فبداية العشق في الأغلب تكون عند النظر إلى المحاسن; فالعين مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب
النظر
ة سهم مسموم من سهام إبليس_كما جاء في الحديث وشأن السهم أن يسري في القلب، فيعمل فيه عمل السم الذي يسقاه المسموم، فإن بادر، واستفرغه، وإلا قتله ولابد.
كما قيل: كل الحوادث مبداها من النظر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في *** أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

10_المعاكسات الهاتفية:

فهي من أعظم ما يجر إلى العشق; فقد تكون الفتاة حَصَانًا رزاناً لا تُزْنُّ بريبة، ولا تحوم حولها شبهة، وهي من بيت طهر وفضيلة، قد جلله العفاف، وأُسْدِل عليه الستر. فما هي إلا أن تتساهل في شأن الهاتف، وتسترسل في محادثة العابثين حتى تقع فيما لا تحمد عقباه والحامل على المعاكسات في الغالب تساهل كثير من الناس في شأن الهاتف، أو الجهل بعواقب المعاكسات، أو من باب التقليد الأعمى، أو حب الاستطلاع،
هذه_على سبيل الإجمال_هي الأسباب الحاملة على العشق.


رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:40 AM

الرد على شبهات وحجج



فبعض الناس قد يستهين بشأن العشق، بحجة إباحته،
و
ترخُّص بعض العلماء بذكر أقوال العشاق، وذكر قصصهم وأخبارهم،
أو بحجة أن بعض أهل الفضل قد وقع في أشراك العشق،
أو بحجة أن للعشق بعضَ الفضائل

والجواب عما مضى
:

أن تلك الإيراداتِ والأقوالَ
لا تقوم بها حجة;
فالقول بإباحته، ونَقْلُ ذلك عن السلف
قول غير مقبول;
لأن الناقلين ذلك عنهم
اتكأوا على نقولٍ لا تصح، أو نقولٍ لا تدل على ما ذهبوا إليه.


قال ابن القيم
في شأن تلك النقول:

وشبههم التي ذكروها دائرة بين ثلاث أقسام:
أحدها:
نقول صحيحة لا حجة لكم فيها.
و
الثاني: نقول كاذبة عمن نسبت إليه من وضع الفساق الفجار كما سنبينه.
والثالث
: نقول مجملة محتملة لخلاف ما ذهبوا إليه ....الخ كلامه.

وقد سئل أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني رحمه الله مسألة عن العشق،
وحُكْمِ مواصلة العاشق للمعشوق،
وكان السؤال شعرًا مكتوباً في رقعة،
ومما قاله أبو الخطاب:
من فارق الفتنة ثم ادعى الـ ـعصمة قد نافق في أمره


ولا يجيز الشرع أسباب ما يورِّط المسلم في حظره

فانج ودع عنك صداع الهوى عساك أن تسلم من شره

هذا جواب الكلوذاني قد جاءك يرجو الله في أجره



* وسئل ابن الجوزي رحمه الله بأبيات عن جواز العشق مطلعها:
يا أيها العالم ماذا ترى في عاشق ذاب من الوجد

ومما أجابه به ابن الجوزي:
وكل ما تذكر مستفتياً حرمه الله على العبد


إلا ما حلَّله ربنا فيالشرع بالإبرام والعقد

فعد من طرق الهوى معترضاً وقف بباب الواحد الفرد

وسلْه يشفيك ولا يبتلي قلبك بالتعذيب والصد

وعَفَّ في العشق ولا تُبْدِهِ واصبر وكاتم غاية الجهد



وأما
من احتج على جواز العشق بترخص بعض العلماء
بذكر أقوال العشاق،وذكر قصصهم وأخبارهم

فيقال له:


إنما كان ذلك منهم من
باب الاستشهاد، وتصوير الحال،
ثم بعد ذلك يوقفون القارئ على الحكم في هذه المسألة،
كما في صنيع ابن القيم في (الجواب الكافي)، و (روضة المحبين) وغيرها من كتبه.

وأما
من ابتلي بالعشق من أهل الفضل فغاية أمره أن يكون ذلك من سعيه المعفو المغفور، لا من سعيه المبرور المشكور.
وإن
كان لم يكتم في عشقه كان ذلك منقصة في حقه; إذ أعان بذلك على أن يتسلط الناس على عرضه، ويشمتون به.
وليس في ذلك
حجة لمن أراد أن أن يقتدي به،
وإن كان لأحد
رغبة في الاقتداء بذلك الفاضل فليكن في أي جانب من جوانب فضله، لا في الجانب الذي يعد زراية به.

وأما القول بأن للعشق فضائل
كما ذكر قبل قليل
فيقال:

بأن هذه الفضائل تحصل في العشق بمفهومه الشامل كما ذكر في فقرة سابقة.
ولو
فرض أن هذه المنافع تحصل بالعشق المعهود لما أرْبَتْ على مفاسده ومضاره،
وما كان ضرره أكثر من نفعه فالمتعينتحريمه، وتركه، وتجنب السبل المفضية إليه.

وقد يستدل بعضهم على جواز العشق وإباحته بحديث: من عشق، فعف، وكتم، وصبر، ثم مات كان شهيداً.
وهذا الحديث
باطل موضوع كما بيَّن ذلك العلماء.
قال ابن القيم رحمه الله
في الجواب الكافي:
وأما حديث من عشق فعف.
فهذا يرويه سويد بن سعيد، وقد
أنكره حفاظ الإسلام عليه
وكلام
حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان، وإليهم يرجع في هذا الشأن،
وما صححه، بل
ولا حسنَّه أحدٌ يُعَوَّلُ في علم الحديث عليه، ويرجع في التصحيح إليه، ولا مَنْ عادتُه التساهل والتسامح.

رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:41 AM

علاج العشق


رغم عظم شأن العشق، وصعوبة الخلاص منه إلا أن ذلك ليس متعذراً ولا مستحيلاً;
فلكل داء دواء، ولكن الدواء لا ينفع إلا إذا صادف مَحَلاً قابلاً،
فإذا رام المبتلى بهذا الداءِ الشفاءَ، وسعى إليه سعيه_وفق لما يريد، وأعين على بلوغ المقصود،
وإلا استمر على بلائه، بل ربما زاد شقاؤه.
وفيما يلي ذكر لبعض الأسباب المعينة على ترك العشق:

1 الإخلاص لله عز وجل:


فالإخلاص أنفع الأدوية، فإذا
أخلص المبتلى بداء العشق، وصدق في توجهه إلى ربه أعانه الله، وأمده بألطاف لا تخطر له ببال، وصرف عنه كلَّ ما يصده عن توبته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قطُّ أحلى من ذلك، ولا ألذ، ولا أمتع، ولا أطيب
وقال:
وإذا كان العبد مخلصًا لله اجتباه ربه، فأحيا قلبه، واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء

وقال ابن القيم رحمه الله
: ففي القلب شعثٌ لا يَلُمُّهُ إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزنٌ لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته، وفيه قلقٌ لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفيه نيرانُ حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه، وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبداً، ويخاف من ضد ذلك.

2 الدعاء:

والتضرع إلى الله عزوجل وصدق اللجأ إليه، والإخلاص له، وسؤاله السلوَّ،
فإن المبتلى بهذا الداء مضطر،
والله يجيب المضطر إذا دعاه،
و
الدعاء عدو البلاء، يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل.


4 التفكر والتذكر:

وذلك باب واسع جداً، والمقام لا يتسع إلا لأقل القليل;
فليتفكر
العاشق في خطواته إلى لقاء محبوبه، وأنها مع ما فيها من ضم جراح إلى جراح مكتوبة عليه، وهو مطالب بها.
وليتذكرْ
هادم اللذات، وشدة النزع، وليتفكر في حال الموتى الذي حبسوا على أعمال تجاوزوا فيها،
فليس منهم من يقدر على محو خطيئة، ولا على زيادة حسنةوليتصور نفاد اللذة، وبقاء العار والعذاب.

و
ليتذكر أنه لا يرضى لأحد من محارمه أن يكون معشوقاً، إذا كان ذا غيرة; فكيف يرضى ذلك المصير لغيره?!
ومما يطفئ
نيران الهوى عيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والنظر إلى الموتى، والتفكر في الموت وما بعده.
التفكر في
عيوب المحبوب: فمحبوبك ليس كما في نفسك; فأعمل فكرك في عيوبه تسْلُ.
قال بعض الحكماء:
من وجد ريحاً كريهة من محبوبه سلاه، وكفى بالفكر في هذا الأمر دفعاً للعشق.
النظر في
حال العشاق وما هم عليه من العذاب، وكيف كانوا يعيشون على هامش الحياة، وكيف انفرطت عليهم مصالح دينهم ودنياهم; فإن ذلك يوقف العاقل على حقيقة العشق.

5 البعد عن المحبوب المعشوق:

فكل بعيد عن البدن يؤثِّر بعدُه في القلب; فليصبر على البعد في بداية الأمر صبر المصاب في بداية مصيبته، وليبتعد عن المحبوب، فلا يراه، ولا يسمع كلامه، ولا يرى ما يذكِّره به.
ثم
إن مرَّ الأيام يهون الأمر.
قال امرؤ القيس:
وإنك لم تقطع لبانة عاشق **بمثل رواح أو غدوٍّ مأوّبِ

6 الاشتغال بما ينفع:

فقد مرَّ قبل قليل أن من أسباب العشق الفراغَ; لذلك فكل ما يشغل القلب من المعاش، والصناعات، والقيام على خدمة الأهل، ونحو ذلك فإنهيسلي العاشق; لأن العشق شغل الفارغ.

7 الزواج:

ولو بغير من عشقها; فإن في الزواج كفايةً وبركة وسلوة.

8 مواصلة مجالس الذكر:

ومجالس الزهاد، وسماع أخبار الصالحين.

9 قطع الطمع باليأس، وقوة العزم على قهر الهوى:

فإن أول أسباب العشق الاستحسان، سواء تولَّد عن نظر، أو سماع،
فإن لم يقارنه طمع في الوصال،
وقارنه الإياس من ذلك لم يحدث له العشق.
فإن
اقترن به الطمع، فصرفه عن فكره، ولم يشتغل قلبه بهلم يحدث له ذلك.
فإن
أطال مع ذلك الفكرَ في محاسن المعشوق، وقارنه خوفُ ما هو أكبر عنده من لذة وصاله، إما خوف من دخول النار، وغضب الجبار، وادخار الأوزار،
وغلب
هذا الخوف على هذا الطمع لم يحدث له العشق. فإن فاته هذا الخوفُ،
فقارنه خوف دنيوي كخوف إتلاف نفسه، أو ماله، أو ذهاب جاهه، وسقوط مرتبته عند الناس، وسقوطه من عين من يعزّ عليه، وغلب هذا الخوف لداعي العشق دفعه.
وكذلك إذا
خاف من فوات محبوب هو أحب إليه، وأنفع من ذلك المعشوق، وقدم محبته على محبة المعشوق اندفع عنه العشق.

10 المحافظة على الصلاة:
وإعطاؤها حقها من الخشوع، والتكميل لها ظاهراً وباطناً. قال تعالى_: [إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فإن الصلاة فيها دفع مكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله
11 شرف النفس، وزكاؤها، وحمِيَّتُها:
فذلك يوجب أن تنأى عن الأسباب التي تحطّ قدرها، وتخفض منزلتها.
وقال ابن المقفع
: اعلم أن من أوقع الأمور في الدين، وأنهكها للجسد، وأتلفها للمال، وأقتلها للعقل، وأزراها للمروءة، وأسرعها في ذهاب الجلالة، والوقار الغرام بالنساء.اهـ
فشرف النفس
وزكاؤها يقود إلى التسامي، والعفة، والجلالة;
ذلك أن المرء بين
عاطفة تخدعه، وشهوة تتغلب عليه;
فمتى ما لم يجد من
عقله سائساً، ومن دينه وازعاً يقاومان الضعف، ويصارعان الميول والأهواء وقع في الخطايا، وانغمس في الشرور والرذائل.
وإن قوي على عصيان الهوى، والنفس، والشيطان، والشهوة، وثبت في مواقف هذا الصراع الهائل كان في عداد المجاهدين، وترتب على انتصاره وفوزه جميع المكارم والفضائل التي تنتهي به إلى خيري الدنيا والآخرة.
رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:41 AM

منافع غض البصر

فغض البصر يورث الراحة، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته،
قال تعالى_: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ]) النور: 30(.

قال ابن تيمية رحمه الله:
فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو أقوى تزكية للنفوس،
و
زكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب وغير ذلك.اهـ.

فإن قيل: فإن وقع العشق بأول نظرة فأي لوم على الناظر?

فالجواب:


أنه إذا كانت النظرة لمحة لم تكد توجب عشقاً، إنما يوجبه جمود العين على المنظور بقدر ما تثبت فيه، وذلك ممنوع منه، ولو قدَّرنا وجوده باللمحة; فأثَّر محبةً سَهُلَ قمعُ ما حصل

فإن قيل
: فما علاج العشق إذا وقع بأول لمحة?
قيل
:


علاجه الإعراض عن النظر; فإن النظر مثل الحبة تلقى في الأرض; فإذا لم يلتفت إليها يبست، وإن سقيت نبتت; فكذلك النظرة إذا ألحقت بمثلها

قال ابن القيم:
والسبب في هذا أن الناظر الْتَذَّتْ عينه بأول نظرة; فطلبت المعاودة، ولو أنه غض أولاً لاستراح قلبه، وسلم.


وَفِي غَضِّ الْبَصَرِ عِدَّةُ مَنَافِعَ:

أَحَدُهَا:

أَنَّهُ امْتِثَالٌ لِأَمْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ غَايَةُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ،
فَلَيْسَ لِلْعَبْدِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ أَنْفَعُ
مِنَ امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ،
وَمَا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا
بِتَضْيِيعِ أَوَامِرِهِ.

ا
لثَّانِيَةُ:


أَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ أَثَرِ السَّهْمِ الْمَسْمُومِ -الَّذِي لَعَلَّ فِيهِ هَلَاكَهُ إِلَى قَلْبِهِ.

الثَّالِثَةُ:

أَنَّهُ يُورِثُ الْقَلْبَ أُنْسًا بِاللَّهِ وَجَمْعِيَّةً عَلَيْهِ، فَإِنَّ إِطْلَاقَ الْبَصَرِ يُفَرِّقُ الْقَلْبَ وَيُشَتِّتُهُ،
وَيُبْعِدُهُ
عَنِ اللَّهِ، وَلَيْسَ عَلَى الْقَلْبِ شَيْءٌ أَضَرُّ مِنْ إِطْلَاقِ الْبَصَرِ، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْوَحْشَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ.

الرَّابِعَةُ:


أَنَّهُ يُقَوِّي الْقَلْبَ وَيُفْرِحُهُ، كَمَا أَنَّ إِطْلَاقَ الْبَصَرِ يُضْعِفُهُ وَيُحْزِنُهُ.

الْخَامِسَةُ:

أَنَّهُ يُكْسِبُ الْقَلْبَ نُورًا، كَمَا أَنَّ إِطْلَاقَهُ يُلْبِسُهُ ظُلْمَةً،

السَّادِسَةُ:

أَنَّهُ يُورِثُ فِرَاسَةً صَادِقَةً يُمَيَّزُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ،
وَكَانَ شُجَاعٌ الْكِرْمَانِيُّ يَقُولُ : مَنْ عَمَّرَ ظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَهُ عَنِ الْمَحَارِمِ ، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشُّبَهَاتِ ، وَاغْتَذَى بِالْحَلَالِ ، لَمْ تُخْطِئْ لَهُ فِرَاسَةٌ وَكَانَ شُجَاعًا لَا تُخْطِئُ لَهُ فِرَاسَةٌ .

وَاللَّهُ
سُبْحَانَهُ يَجْزِي الْعَبْدَ عَلَى عَمَلِهِ بِمَا هُوَ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ لِلَّهِ شَيْئًا عَوَّضَهُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ،

السَّابِعَةُ:

أَنَّهُ يُورِثُ الْقَلْبَ ثَبَاتًا وَشَجَاعَةً وَقُوَّةً ، فَجَمَعَ اللَّهُ لَهُ بَيْنَ سُلْطَانِ النُّصْرَةِ وَالْحُجَّةِ ، وَسُلْطَانُ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ ،

قَالَ الْحَسَنُ:
" إِنَّهُمْ وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ، إِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ فِي رِقَابِهِمْ، أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُذِلَّمَنْ عَصَاهُ " .
وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْعِزَّ قَرِينَ طَاعَتِهِ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعْصِيَتِهِ،
فَقَالَ تَعَالَى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [سُورَةُالْمُنَافِقُونَ:8].
وَ
قَالَ تَعَالَى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ : 139 ] .


الثَّامِنُ :

أَنَّهُ يُسْدَلُ عَلَى الشَّيْطَانِ مَدْخَلُهُ مِنَ الْقَلْبِ ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ مَعَ النَّظْرَةِ وَيَنْفُذُ مَعَهَا إِلَى الْقَلْبِ أَسْرَعَ مِنْنُفُوذِ الْهَوَاءِ فِي الْمَكَانِ الْخَالِي

التَّاسِعَةُ :


أَنَّهُ يُفَرِّغُ الْقَلْبَ لِلْفِكْرَةِ فِي مَصَالِحِهِ وَالِاشْتِغَالِ بِهَا ، وَإِطْلَاقُ الْبَصَرِ يُنْسِيهِ ذَلِكَ وَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَيَنْفَرِطُ عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَيَقَعُ فِي اتِّبَاعِ هَوَاهُ وَفِي الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ، قَالَ تَعَالَى : وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [ الْعَاشِرَةُ : أَنَّ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ مَنْفَذًا وَطَرِيقًا يُوجِبُ انْتِقَالَ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ ، وَأَنْ يَصْلُحَ بِصَلَاحِهِ ، وَيَفْسُدَ بِفَسَادِهِ ، فَإِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ ؛ فَسَدَ النَّظَرُ ، وَإِذَا فَسَدَ النَّظَرُ ؛ فَسَدَ الْقَلْبُ ، وَكَذَلِكَ فِي جَانِبِ الصَّلَاحِ ، فَإِذَا خَرِبَتِ الْعَيْنُ وَفَسَدَتْ ؛ خَرِبَ الْقَلْبُ وَفَسَدَ ، وَصَارَ كَالْمَزْبَلَةِ الَّتِي هِيَ مَحَلُّ النَّجَاسَاتِ وَالْقَاذُورَاتِ وَالْأَوْسَاخِ ، فَلَا يَصْلُحُ لِسُكْنَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وَالْأُنْسِ بِهِ وَالسُّرُورِ بِقُرْبِهِ فِيهِ ، وَإِنَّمَا يَسْكُنُ فِيهِ أَضْدَادُ ذَلِكَ .اهـ.


هذا وفوائد غض البصر، وآفات إرساله أضعاف أضعافِ ما ذكر.



رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

02 - 24 - 2014 12:42 AM

كلام ابن تيمية في علاجه



وأختم بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال:


مَنْ أَصَابَهُ جُرْحٌ مَسْمُومٌ
فَعَلَيْهِ مِمَّا يُخْرِجُ السُّمَّ وَيُبْرِئُ الْجُرْحَ بِالتِّرْيَاقِ وَالْمَرْهَمِ وَذَلِكَ بِأُمُورٍ مِنْهَا:


أَنْ
يَتَزَوَّجَ أَوْ يَتَسَرَّى، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّمَا مَعَهَا مِثْلُ مَا مَعَهَا}. وَهَذَا مِمَّا يُنْقِصُ الشَّهْوَةَ وَيُضْعِفُ الْعِشْقَ ".

الثَّانِي:


أَنْ
يُدَاوِمَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَقْتَ السَّحَرِ وَتَكُونُ صَلَاتُهُ بِحُضُورِ قَلْبٍ وَخُشُوعٍ
وَلْيُكْثِرْ مِنْ الدُّعَاءِ بِقَوْلِهِ:
يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك. يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قَلْبِي إلَى طَاعَتِك وَطَاعَةِ رَسُولِك،
فَإِنَّهُ مَتَى
أَدْمَنَ الدُّعَاءَ وَالتَّضَرُّعَ لِلَّهِ صُرِفَ قَلْبُهُ عَنْ ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}.

الثَّالِثُ:


أَنْ
يَبْعُدَ عَنْ سَكَنِ هَذَا الشَّخْصِ، وَالِاجْتِمَاعِ بِمَنْ يَجْتَمِعُ بِهِ، بِحَيْثُ لَا يَسْمَعُ لَهُ خَبَرًا وَلَا يَقَعُ لَهُ عَلَى عَيْنٍ وَلَا أَثَرٍ، فَإِنَّ الْبُعْدَ جَفَى. وَمَتَى قَلَّ الذِّكْرُ ضَعُفَ الْأَثَرُ فِي الْقَلْبِ، فَيَفْعَلُ هَذِهِ الْأُمُورَ وَلْيُطَالِعْ بِمَا تَجَدَّدَ لَهُ مِنْ الْأَحْوَالِ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.


وقال
: فأما إذا ابتلي بالعشق وعف وصبر فإنه يثاب على تقوى الله. اهـ.


وفي نهاية المطاف هذه كلمة وداع أخيرة توجه إلى أدباء الأمة، وشعرائها، وكتابها
فيقال لهؤلاء:
إن أمتنا اليوم ليست بحاجة إلى مزيد من العشاق، وليست بحاجة إلى من يذكي نيران العشق
فلدى الأمة من الأمراض ما يكفيها فكيف نزيدها وهناً على وهن?!

المصادر:

1-الفتاوى الكبرى
2-الْجَوَابُالْكَافِيلِمَنْسَأَلَعَنْالدَّ وَاءِالشَّ اِفي

3-العشق ..حقيقته ..خطره ..أسبابه .. علاجه




أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الفتن والرذائل وأن يهدينا الى الصراط المستقيم وأن يتقبل الصالحات منا وأن يجعلنا من الهداة المهديين






رمزية زعيم
[ عضو نشيط ]


في الجمع بين أحاديث صوم معظم شعبان والنهي عن... هل (طه) اسم من اسماء الرسول صلى الله عليه... بحث شامل عن الحب وأنواعه، والعشق ودوائه.....

انمي اون لاين مانجا اون لاين ناروتو شيبودن ون بيس القناص المحقق كونان انميات 2015 انمي مترجم انميات كاملة العاب برامج
جميع الحقوق محفوظة موقع شقاع 2015