03 - 02 - 2014 09:08 PM
أضرار العشق
عِشْق الصُّوَرِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْمَفَاسِدِ الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، وَإِنْ كَانَتْ أَضْعَافَ مَا ذَكَرَهُ ذَاكِرٌ، فَإِنَّهُ يُفْسِدُ الْقَلْبَ بِالذَّاتِ، وَإِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ؛ فَسَدَتِ الْإِرَادَاتُ وَالْأَقْوَالُ وَالْأَعْمَالُ، وَفَسَدَ ثَغْرُ التَّوْحِيدِ.
ومن المعلوم أنه ليس في العشق المحرم مصلحة دينية ولا دنيوية، بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعافما يقدر فيه من المصلحة وذلك من وجوه:
أحدها:
الاشتغال بحب المخلوق وذكره عن حب الرب تعالى، وذِكرِه فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما الآخر، ويكون السلطان والغلبة له.
الثاني:
عذاب قلبه به، فإن من أحب شيئاً غير الله عُذب به ولابد،كما قيل:
فما في الأرض اشق من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق تراه باكياً في كل حين ... مخافة فرقة أو الاشتياق فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم ... ويبكي إن دنوا حذر الفراق فتسخن عينه عند الفراق ... وتسخن عينه عند التلاقي
و العشق، وان أستعذبه صاحبه، فهو من أعظم عذاب القلب.
الثالث:
أن قلبه أسير في قبضة غيره يسومه الهوان، لكن لسكرته لا يشعر بمصابه، فقلبه كعصفورة في كف طفل يسومها حياض الردي، والطفل يلهو ويلعب
كما قال بعض هؤلاء:ملكت فؤادي بالقطيعة والجفا ... ... ... وأنت خلي البال تلهو وتلعب فعيش العاشق عيش الأسير الموثق، وعيش الخلي عيش المسيب المطلق.
الرابع :
أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه، فليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصُّوَرِ،
أَمَّا مَصَالِحُ الدِّينِ فَإِنَّهَا مَنُوطَةٌ بِلَمِّ شَعَثِ الْقَلْبِ وَإِقْبَالِهِ عَلَى اللَّهِ،وَعِشْقُ الصُّوَرِ أَعْظَمُ شَيْءٍ تَشْعِيثًا وَتَشْتِيتًا لَهُ.
وَأَمَّا مَصَالِحُ الدُّنْيَا فَهِيَ تَابِعَةٌ فِي الْحَقِيقَةِ لِمَصَالِحِ الدِّينِ، فَمَنِ انْفَرَطَتْ عَلَيْهِ مَصَالِحُ دِينِهِ وَضَاعَتْ عَلَيْهِ، فَمَصَالِحُ دُنْيَاهُ أَضْيَعُ وَأَضْيَعُ..
الخامس:
أن آفات الدنيا والآخرة أسرع إلى العشاق من النار في يابس الحطب:
و سببذلك: أن القلب كلما قرب من العشق وقوي اتصاله به بَعُدَ من الله.
فأبعد القلوب من الله قلوب العشاق، وإذا بَعُدَ القلب من الله طرقته الآفات، وتولاه الشيطان من كل ناحية واستولى عليه، لم يدع أذىيمكنه إيصاله إليه إلا أوصله.
فما الظن بقلب تمكن منه عدوه وأحرص الخلق على غيه وفساده، وبعد منه وليه، ومن لا سعادة ولا فلاح ولا سرور إلا بقربه وولايته ؟
السادس:
أنه إذا تمكن من القلب واستحكم وقوي سلطانه، أفسد الذهن وأحدث الوسواس، وربما ألحق صاحبه بالمجانين الذين فسدت عقولهم فلا ينتفعون بها.
وأخبار العشاق في ذلك موجودة في مواضعها، بل بعضها مشاهد بالعيان،وا شرف ما في الإنسان عقله، وبه يتميز عن سائر الحيوانات، فإذا عدم عقله التحق بالحيوان البهيم، بل ربما كان حال الحيوان أصلح من حاله وَهَلْ أَذْهَبَ عَقْلَ مَجْنُونِ لَيْلَى وَأَضْرَابِهِ إِلَّا ذَلِكَ؟ وَرُبَّمَا زَادَ جُنُونُهُ عَلَى جُنُونِ غَيْرِهِ كَمَا قِيلَ:
قَالُوا جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْتُ لَهُمْ *** الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ الْعِشْقُ لَا يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ *** وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ.
السابع:
أنه ربما أفسد الحواس أو بعضها، إما إفساداً معنوياً أو صورياً.
أما الفساد المعنوي فهو تابع لفساد القلب، فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان، فيرى القبيح حسناً منه ومن معشوقهكَمَا فِي الْمُسْنَدِ مَرْفُوعًا : حُبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ
فَهُوَ يُعْمِي عَيْنَ الْقَلْبِ عَنْ رُؤْيَةِ مَسَاوِئِ الْمَحْبُوبِ وَعُيُوبِهِ ، فَلَا تَرَى الْعَيْنُ ذَلِكَ ، وَيُصِمُّ أُذُنَهُ عَنِ الْإِصْغَاءِ إِلَى الْعَدْلِ فِيهِ ، فَلَا تَسْمَعُ الْأُذُنُ ذَلِكَ ، وَالرَّغَبَاتُ تَسْتُرُ الْعُيُوبَ ، فَالرَّاغِبُ فِي الشَّيْءِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ ، حَتَّى إِذْ زَالَتْ رَغْبَتُهُ فِيهِ أَبْصَرَ عُيُوبَهُ ، فَشِدَّةُ الرَّغْبَةِ غِشَاوَةٌ عَلَى الْعَيْنِ ، تَمْنَعُ مِنْ رُؤْيَةِ الشَّيْءِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ ، كَمَا قِيلَ :
هَوَيْتُكَ إِذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ *** فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفَسِي أَلُومُهَا وَالدَّاخِلُ فِي الشَّيْءِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ، وَالْخَارِجُ مِنْهُ الَّذِي لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ لَا يَرَى عُيُوبَهُ ،وَلَا يَرَى عُيُوبَهُ إِلَّا مَنْ دَخَلَ فِيهِ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ ، وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ الْكُفْرِ خَيْرًا مِنَ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ .
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِنَّمَا تَنْتَقِضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً ، إِذَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْجَاهِلِيَّةَ
وَأَمَّا فَسَادُ الْحَوَاسِّ ظَاهِرًا ، فَإِنَّهُ يُمْرِضُ الْبَدَنَ وَيُنْهِكُهُ ، وَرُبَّمَا أَدَّى إِلَى تَلَفِهِ ، كَمَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي أَخْبَارِ مَنْقَتَلَهُمُ الْعِشْقُ
وَقَدْ رُفِعَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ بِعَرَفَةَ شَابٌّ قَدِ انْتَحَلَ حَتَّى عَادَ جِلْدًا عَلَى عَظْمٍ،فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا؟قَالُوا : بِهِ الْعِشْقُ ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعِشْقِ عَامَّةَ يَوْمِهِ .
الثَّامِنُ :
أَنَّ الْعِشْقَ كَمَا تَقَدَّمَ هُوَ الْإِفْرَاطُ فِي الْمَحَبَّةِ ، بِحَيْثُ يَسْتَوْلِي الْمَعْشُوقُ عَلَى قَلْبِ الْعَاشِقِ ، حَتَّى لَا يَخْلُوَ مِنْ تَخَيُّلِهِ وَذِكْرِهِ وَالْفِكْرِ فِيهِ ، بِحَيْثُ لَا يَغِيبُ عَنْ خَاطِرِهِ وَذِهْنِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَشْتَغِلُ النَّفْسُ عَنِ اسْتِخْدَامِ الْقُوَّةِ الْحَيَوَانِيَّةِ وَالنَّفْسَانِيَّةِ فَتَتَعَطَّلُ تِلْكَ الْقُوَّةُ ، فَيَحْدُثُ بِتَعْطِيلِهَا مِنَ الْآفَاتِ عَلَى الْبَدَنِ وَالرُّوحِ مَا يَعِزُّ دَوَاؤُهُ وَيَتَعَذَّرُ ، فَتَتَغَيَّرُ أَفْعَالُهُ وَصِفَاتُهُ وَمَقَاصِدُهُ ، وَيَخْتَلُّ جَمِيعُ ذَلِكَ ، فَتَعْجِزُ الْبَشَرُ عَنْ صَلَاحِهِ ، كَمَا قِيلَ :
الْحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُونُ لَجَاجَةٌ *** يَأْتِي بِهَا وَتَسُوقُهُ الْأَقْدَارُ حَتَّى إِذَا خَاضَ الْفَتَى لُجَجَ الْهَوَى *** جَاءَتْ أُمُورٌ لَا تُطَاقُ كِبَارُ وَالْعِشْقُ مَبَادِيهِ سَهْلَةٌ حُلْوَةٌ ، وَأَوْسَطُهُ هَمٌّ وَشُغْلُ قَلْبٍ وَسَقَمٌ ، وَآخِرُهُ عَطَبٌ وَقَتْلٌ ، إِنْ لَمْ تَتَدَارَكْهُ عِنَايَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ،
كَمَا قِيلَ :وَعِشْ خَالِيًا فَالْحُبُّ أَوَّلُهُ عَنَا *** وَأَوْسَطُهُ سَقَمٌ وَآخِرُهُ قَتْلُ
وَالذَّنْبُ لَهُ ، فَهُوَ الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ ، وَقَدْ قَعَدَ تَحْتَ الْمَثَلِ السَّائِرِ : " يَدَاكَ أَوْكَتَا ، وَفُوكَ نَفَخَ " .اهـ
هذه بعض جنايات العشق على أصحابه لو كانوا يعقلون، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون.
يقول ابن حزم رحمه الله: وكم مصون الستر، مسبل القناع، مسدول الغطاء، قد كشف الحبُّ ستره، وأباح حريمه، وأهمل حماه، فصار بعد الصيانة عَلَماً، وبعد السكون مثلاً
|
لآ فض فوك أخي,
إسأل مجرب ولا تسأل حكيم, اسأل العشآق عن آلالامهم مع علمهم أن حبهم محرم وبآطل وعلى معصية الله,
كم مرة ألهآنا عن ذكر الله وعن الصلوآت وعن طاعة المولى عز وجل, كم مرة قصرت في صلاه او حتى صيآم والعيآذ بالله,
كم مرة سهرت الليآلي الطوآل في أنتظآر أن أكلم المعشوق تحت مظلة الشيطآن والفسق وحتى أحيانا الكذب,
الحمدلله الذي عآفآني منه بعد أن أبتليت به, يشهد الله ويعلم أن جميع مآ قيل حصل لي أو لغيري, والكثير منا تعب وتعب من هذه الفتنة, سواء أكان ذكرا صآدقا أو أنثى مخدوعه, والاعظم أن تكون مخدوعه مغرر بها,
ستر الله على شباب وفتيآت المسلمين ورزقه الهدآية والخوف منه.,
لآ رُضّتْ أنآملك أخي الحبيب على الموضوع الاكثر من رآئع,
أتمنى من الجميع قرآئته والاعتبآر منه لآ قفط قرآءة,, كثير منا سيقرأه او قد قرأه بالفعل لكن لن يعجبه , بسبب كبريآئه وحرص الشيطآن على إغوآءه,
وأسأل الله الهدآية لجميع من أبتلي به و وقع في شرآكه,
(( ومن لم يجمله بتآج الزوآج, فهنيئآ له على الذنوب والمعآصي والخطآيا))
|
[ عضو نشيط ]
|