10 - 21 - 2014 02:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم اقدم لكم قصة الصحابي الذي ابتلعته الارض من *أعظم و أجل القصص التي رُويت لنا و ما زال يسطّرها التاريخ هي قصص صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم مواقف تضحيات بطولات عبر و لعلّ في قصّة خبيب بن عدي رضي الله عنه الكثير من المعاني و العبر فهذا الصحابي لُقّب بـ " بليع الأرض" . ..... القصّة بدأت عندما أراد النبي صلى الله عليهم و سلم أن يستلطع عن أحدث أخبار قريش فأرسل عشرة من أصحابه بقيادة عاصم بن ثابت رضي الله عنه توجهوا نحو مكّة في محاولة لتصيّد الأخبار و معرفة الأوضاع ، و كان من ضمن العشرة "خبيب بن عدي " رضي الله عنه ، أحسّ بهؤلاء العشرة قوم من بني لحيـان فخرج منهم 100 رجل يتتبعون آثار الصحابة ، و عندما أحسّ عاصم رضي الله عنه بخطورة الموقف آوى إلى قمة جبل هو و أصحابه ، لكن بني لحيان فطنوا لهم فحاصروهم و طلبوا منهم الاستسلام مقابل الأمـان ، لكن عاصم رضي الله عنه أبى أن يكون في ذمة المشركين و قال لهم : "أما أنا فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك ، اللهم اخبر عنّا نبيّك " . و عندما وجد بنو لحيان هذا الاستبسال و تلك الشجاعة لم يجدوا بدا من القتال فرموهم بالسهام حتى اُستشهد من صحابة رسول الله صلى الله عليهم و سلم سبعة ، منهم عاصم رضي الله عنه و لم يتبقّ من العشرة إلا ثلاثة " خبيب بن عدي - زيد بن دثنة- مرثد بن أبي مرثد " رضوان الله عليهم . و عندما أحس مرثد برائحة الغدر تفوح من هؤلاء حاول الهرب لكنه لم يسطع فنال شرف الشهادة رضي الله عنه ، و بقي الآخران أسيران لدى المشركين الذين غدروا بهم بالفعل و توجهوا بهم إلى مكة لبيعهما على مشركي مكّة . سمع بنو الحارث بأن خبيبا قد أتى إلى مكة فثارت ثائرتهم و بدأت النيران تكوي قلوبهم كيف لا و خبيب قد قتل الحارث بن عامر بن نوفل أحد زعماء بني الحارث . أسرع بنو الحارث إلى خبيب و قاموا بشرائه و كبّلوه بالقيود ، و حبسوه أسيرا في بيت عقبة بن الحارث ، و ذات يوم دخلت إحدى بنات بني الحارث على خبيب فوجدته يأكل عنقودا من العنب فخرجت تصيح إلى قومها و تصرخ فيهم : والله لقد رأيته يحمل قطفًا كبيرًا من عنب يأكل منه ، وإنه لموثق في الحديد ، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة ، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا . و حينما أجمع المشركون على قتل خبيب رضي الله عنه و النيل منه و التشفي بقتله مما أصابهم في بدر استعار خبيب موسا من إحدى نساء بني الحارث ليستحدّ به ، و كان لـ المرأة صبي صغير غفلت عنه قليلا فما كادت تلتفتُ تبحث عن ابنها حتى وجدته في حضن خبيب رضي الله عنها فصرخت و ولولت فما كان من خبيب إلا أن قال : " أتخشين أن أقتله ؟ ما كنتُ لأفعل إن شاء الله " ، فما كان من المرأة إلى أن تقول بعد حين : ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب . أتت شياطين قريش تمشي إلى خبيب تريدُ أن تعرض عليه صفقة النجاة ، فدخلوا عليه و أنبؤوا خبيبا بـ قتلهم لـ زيد بن دثنة رضي الله عنه و أخذوا يهددونه بالمثل إن هو بقي على دين محمّد و لم يعد لعبادة الأصنام و الأوثان ، و لكن .. أي جبل يريدون أن يزعزعوا ؟ و أي إيمان يريدون أن يطردوه بعد أن ذاق خبيبٌ حلاوته ؟ ، فلمّا يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يُسمى التنعيم بنية صلبه و قتله ، حينها استأذن خبيبٌ أن يصلي ركعتين فأذنوا له فلما فرغ قال : " و الله لولا أن تحسبوا أن بي جزعا من الموت لاستزدتُ من الصلاة" ، ثم قال : و لستُ أبالي حين أُقتل مسلما --- على أيّ جنب كان في الله مصرعي و ذلك في ذات الإله و إن يشأ --- يبارك على أوصال شلو مـمـزّعِ رفعوا سيوفهم حينها ليقتلوه ، رأى خبيب رضي الله عنه بريق السيوف فلم يزده إلا إيمانا و ثباتا على منهج الحق ، و قبل أن يتمكنوا منه قام إليه أحد زعماء قريش ليسأله : أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت سليم معافى في أهلك ؟ فيجيب خبيب فيهم قائلا : والله ما أحب أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة . إنّها ذات الكلمات التي يقولها أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ، فهذه الكلمات ليست غريبة على أسماع قريش فقد قالها بالأمس زيد بن دثنة و قالها من قبلهم عشرات الأسرى و العبيد الذين عُذبوا و اُضطهدوا من قبل زبانية قريش ، فما كان من أبي سفيان - قبل إسلامه - إلا أن يقول حينها : و الله ما رأيتُ أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمدٍ محمداً . أغاظت كلمات خبيب مشركي قريش فاستشاط غضبهم و احمرّت عيونهم و ضربوه بسيوفهم حتى صعدت روحه إلى السماء في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر . ظل جثمان خبيب رضي الله عنه معلقٌ على تلك السارية التي صُلب عليها ، و الوحي في المدينة يخبر خير المرسلين بما حدث لـ خبيب و أصحابه ، حزن النبي صلى الله عليه و سلم على أصحابه حزنا شديدا و على حال خبيب و هو معلّق في سارية في ضواحي مكّة ، فأرسل المقداد بن عمرو و الزبير بن عوّام رضي الله عنهم إلى مكّة ليجلبوا جثمان خبيب إلى المدينة ، خرج الصحابيّان الجليلان إلى مكة مسافرين تلبية لطلب الرسول صلى الله عليه و سلم ، و عندما اقتربوا من مكة انتظروا ولوج الليل حتى لا يراهم الناس ، أتى الليل و تسلّل الزبير و المقداد إلى ساحة التنعيم ، و عندما أنزلوه من السارية فطن لهم جمع من المشركين فركبوا خيولهم و لحقوا بهم ، لم تسر الأحداث كما أرادها المقداد و الزبير رضي الله عنهما ، فجثمان خبيب الذي كان على ظهر خيل لهم سقط على الأرض ، و لم يكن من المستحسن أن يعودوا إليها حتى لا يقعوا في قبضة المشركين ، و لله الحكمة البالغة في أمره إذ شاء أن لا يعود جثمان خبيب إلى المشركين مرة أخرى ، فشُقّت الأرض و اُبتلع الجثمان ، و أُصيب المشركون بالدهشة إذ أين ذهب الجثمان ؟ ابتلعته الأرض و حماه الله من أيدي المشركين و على هذا لُقّب خبيب بن عدي رضي الله عنه بـ " بليع الأرض " ، في النهاية لاتحرومنا من ردودكم الجملية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته** * |
[ عضو مميز ]
|
10 - 21 - 2014 04:26 PM
مشكور
|
[ عضو مميز ]
|
10 - 21 - 2014 11:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كيف حالك اخى عسى ان تكون بخير ان شاء الله تشكر على الموضوع ^_^ قصه رائعه احقا نأخذ منه عبر كثيره جداا تشكر لتانى مره + انتظر جديدك تحياتى لك .... تقبل مرورى |
[ عضو نشيط ]
|
10 - 22 - 2014 02:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مشكور على الموضوع الأكثر من رائع استمر ي مبدع و لا تحرمنا جديدك جااااري التقييم |
[ عضو نشيط ]
|
[ عضو مميز ]
|
10 - 22 - 2014 04:38 PM
|
[ عضو مميز ]
|
10 - 22 - 2014 05:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ♤ تسلم على الموضوع الجميل والرائع.. كعادتك مبدع واصل تم التقييم في آمان الله |
[ عضو نشيط ]
|
10 - 23 - 2014 12:08 PM
موضوع جميل جدا اخي منتضرن ابداعك الثاني وشكرا |
[ عضو نشيط ]
|
10 - 24 - 2014 04:23 AM
يُغلـق |
[ مراقب ]
|